top of page

كيف يمكنك ان تعرفه؟ (الفصل الثاني)


Audio cover


ان الله موجود, وانت تريده ان يكون كذلك, فضلا عن انه قد اثبت لك وجوده, وبغير الله لا رجاء لك بل شقاء, فلا عدل ولا رؤية الا مع الله, وحياتك ستنزف بؤسا بدونه, وايما سعادة تبحث عنها بعيدا عن الله ستكون مؤقتة ملؤها الشعور بالذنب. ان الخبر السار هو ان هنالك اله قادر على ان يجعل حياتك ذات رؤية وهدف ويمنحك سعادة دائمة بريئة.

دائمة بريئة. يا لها من حيلة لاقتيادك الى الله.

اما الخبر السيء فان الله هذا لم يكن مصدر الخير. كيف يمكنك ان تكون سعيدا مع الاله الذي لطالما كان مصدرا للكراهية والالم والخوف؟ الا يستطيع الاله القدير هذا ان يضع حدا لكل المعاناة التي تمتليء بها حياتنا الدنيا؟ انظر حواليك الى كل من وثقوا بالله, لترى المؤمنين به يحكم عليهم بالاعدام بسبب ايمانهم به, وانظر لترى الحروب التي خيضت باسمه وصرخاتها التي نطقت بحروفه, وانظر الى من عاش ومات ولم يسمع عن الله, وانظر الى الاطفال الرضع الذين ماتوا قبل ان يعقلوه ليؤمنوا به ويتبعوه. وانظر كيف يعيش كل من يخطب ويعظ به من شيوخ وائمة ومبشرين ومعلمين وما الى ذلك, وتأمل فيهم ايجعلوك تقع في حب الله ام بغضه بسببهم.

اما هذه هي الحال, او ان الله ضحية حملة تشهير باطلة كما يغتابك البعض احيانا بالباطل, اي ان اسم الله الحسِن قد سيء استخدامه لما هو قبيح.

ولكن من ذا الذي يخبرنا بالحق عن الله احسَن هو ام قبيح؟ ولو علمت ان مختلف الناس يقولون مختلف الاشياء عن الله, فمن منهم اهل لتصديقك؟

من ناحية, فقد تكون رَبِيت على الاعتقاد ان اصدق ما يتحدث عن الله هو القرآن الذي هو كلام الله, وكل سورة تتلى فيه تبدا بتذكير عن مصدره وسلطانه, الا وهو "بسم الله الرحمن الرحيم," اذ انه الكتاب الذي يتحدث به الله عن نفسه بصيغة المتكلم (ما خلا اول اية في اول سورة, والكثير من الايات الاخرى هنا وهناك, حيث يستخدم القرآن صيغة الغائب في الحديث عن الله), وانه يُتلى في كل يوم في كل مكان, في كل زواج وعزاء, ويسترسل اولوا العلم في اقتباسه, وهل اتاك حديث من يريد ان يحارب الاسلام والقرآن بغير علم؟ استمع الى حججهم الواهية:

·      لم يكن محمد رجلا حقيقيا في التاريخ, وهو ارهابي فاسق ونبي كاذب.

·      القرآن ليس من الله, وهو يامر المسلمين ان يؤمنوا بالتوراة والانجيل وبعيسى المسيح, فعليك باتباعه.

·      الله هو اله القمر عند العرب, وهو الشيطان, وقد كان صنما في الكعبة, ويقول القرآن انه اله ابراهيم واسحق ويعقوب الذي اوحى اليهم قبل ان يوحي لمحمدا بالقرآن قائلا له ان يوصي المسلمين بالايمان بانبيائه, لذا عليك الايمان بعيسى لانه من الانبياء.

ولكن من ناحية اخرى, فقد تعلم ان القرآن ليس هو الكتاب الوحيد الذي يدعي معرفة الله, الا ان ذلك لا يعنيك, فالقرآن قد يكون حقيقتك انت, اما الكتاب المقدس, على سبيل المثال, فهو ليس لك, بل هو للنصارى وما انت بنصراني. وبالمثل فان التوراة لليهود, وما سواها من الكتب فهي لاصحابها. اما انت فقد ولدت مسلما لا نصرانيا ولا يهوديا, وفُطِرت على قراءة القرآن اذا ما اردت ان تعبد الله, وليتبع النصارى كتابهمواليهود توراتهم, وهم سيحاسبون بموجبها امام الله, ينطبق هذا على ما يربو على العشرين كتابا يمتليء بها عالمنا مما يعكر صفو بساطة ايمانك بالله, فكل منها يدعي معرفة الحق عن الله, سواء أأسموه "الله" او اي اسم اخر, فالهندوس لهم البهاغافاد غيتا, وللبوذ شريعة بالي, وللصابئة كنز الرب, وللمورمون كتابهم وما شابه.

غير ان القرآن يدعي ان الدين عند الله الاسلام, محذرا اياك بالوعيد اذا ما شككت بمصدره.

وهذا يزيد الله ظلما, فلماذا خلق النصارى واليهود وسواهم من غير المسلمين ان كان مصيرهم الخلود في نار جهنم لعدم اسلامهم؟

الّا ان اعتنق اولئك الاسلام, وهذا يعني ان الاسلام عقيدة تُعتَنق بالاختيار لا قومية يولد فيها المرء.

ولكن الا ينطبق ذلك على كل دين؟

قد لا يكون الامر كذلك, فانت تسمع بالكثير ممن يشهر اسلامه, لكنك لا تسمع بما يقابلهم ممن يرتد عن الاسلام نحو سواه, وبحسب علمك فان الاسلام هو خاتمة الاديان وان محمدا خاتم النبيين وان القرآن هو خاتمة الرسالات (قد تكون سمعت باديان اخرى جاءت بعد الاسلام الا ان عدم انتشارها يوحي بانها اديان كاذبة), فالناس يتحولون الى الاسلام لا منه, وان التفكير في الارتداد عن الاسلام يقشعر البدن, فذلك عار وحماقة وبراءة من الاهل والاحبة وتغرّب عن الملة وحكم بالموت.

الا اذا افترضنا ان الله اراد منك ان تترك الاسلام. قد رَبيت على الاعتقاد ان الله والاسلام صنوان لا يفترقان, وان القرآن كلام الله, وان السبيل اليه يمر بمحمد خاتم انبيائه ومرسليه, غير انه ان كانت هنالك اي حجة ضد الاسلام, فستكون امام مفترق طرق في غاية الصعوبة: ان تختار بين العيش والكرامة والاهل والعمل والسمعة وراحة البال من جانب, وبين الله الذي يقدر على ان يعوضك عن كل هؤلاء ويزداد من جانب اخر. تذكر ان الله يريد لك الحياة, وان اراد احد ما لك الموت, فذلك من الشيطان لا من الله, واذكر ان الله يريد لك ان تعيش في محبة وسلامووئام مع اهلك وقومك, وان كَرِهَك اهلك بسبب اتباعك لله فالعلة في اهلك لا في الله, فهو يحبك ويحب اهلك ويكرهك الشيطان ويكره اهلك.

انني اعلم ان ذلك قد يقلق راحة بالك التي اتت من معرفتك بسبيل واحد الى الله وبكتاب واحد, ولكن لنمنح الفرصة لكتاب واحد اخر ليتحدث عن نفسه في صفحات معدودات, الا وهو الكتاب المقدس, وسبب اختياري اياه هو انه الكتاب الاكثر انتشارا من بين جميع الكتب الأخرى.

اضافة الى انه الكتاب الوحيد الذي يذكره القرآن.

يدعي الكتاب المقدس انه من الله قائلا "كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ،" تيموثاوس الثانية 16:3.

وكما هو القرآن, دوِّن الكتاب المقدس بايدي معاصريه الذين عاشوا احداثه التي يدعي قيامها في مكان كتابته ووقته, فكلا القرآن والكتاب المقدس ينويان ان يكونا مصادر تاريخية موثوقة تلتزم بصدق سردها في حدود مكان وزمان كل منهما.

وكالقرآن, يدعي الكتاب المقدس انه كلام الله الوحيد, ويحذر كل من يدعي انه قد اوحي اليه حين لم يوحى اليه بشيء.

الا انه بخلاف القرآن, يعرّف الكتاب المقدس دليل وحيه ويقدم ذلك الدليل.

لم ير احد قط القرآن او الكتاب المقدس نازلا من السماء, بل يؤمن اتباع كل من هذين الكتابين ايمانا بوحيِ منْ كتبه, متخذين, كما يجب, قرارا طوعيا بالعمل باي منهما (تذكّر ان القرآن يختلف عن الكتاب المقدس ولو تشابها في قصصهما, مما يعني ان احدهما على الاقل لم ينزل بوحي. قد تبدو قصص القرآن شبيهة بمثيلاتها في الكتاب المقدس, الى ان رسالة القرآن لا تتفق ورسالة الكتاب المقدس).

ان اول دليل يقدمه الكتاب المقدس على صدق وحيه هو النبوات المتحققة.

ذات مرة, وعد الله بني اسرائيل انه سيرسل لهم نبيا, فسألوه "كَيْفَ نَعْرِفُ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ ٱلرَّبُّ؟" تثنية 21:18. بوسع الكل ان يدعي انه نبي يوحى اليه, لكن كيف لنا ان نتأكد ان من يدعي الوحي هو بالحق من عند الله؟

وجاء جواب الله بسيطا, قائلا ان النبي هو من يتنبأ, اي من يعلم الغيب ويخبر بالمستقبل, فاذا ما ادعى رجلا النبوة وتنبا بما سيحدث, وتحققت نبوته في وقتها, يكون ذلك برهانا ان ذلك النبي قد جاء من عند الله, اذ يقول النص التالي "فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلنَّبِيُّ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ ٱلْكَلَامُ ٱلَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ ٱلرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ ٱلنَّبِيُّ، فَلَا تَخَفْ مِنْهُ." تثنية 22:18.

هل تنبا كتّاب الكتاب المقدس؟ هل علموا الغيب واخبروا بالمستقبل؟ كل واحد منهم. يمتليء الكتاب المقدس بالنبوات التي تحققت بعد إخبارها بقرون. كان انبياء الكتاب المقدس وحدهم من يستطيعوا رؤية المستقبل, وما كتبوه كان تاريخا كُتِب قبل ان يتحقق.

ولترى بنفسك صدق نبوات الكتاب المقدس لو اطلعت عليه.

انظر, مثلا, كيف تنبأ حزقيال (ذو الكفل) بخراب مدينة (صور) في القرن السادس قبل الميلاد, في الفصل (الاصحاح) السادس والعشرين من كتابه, وتعلّم من التاريخ كيف تحقق وصفه الدقيق بعد ما يربو على قرنين من الزمان على يد الاسكندر الاكبر.

واقرا في الكتاب كيف تنبأ (عوبديا) بالسقوط الغير متوقع لمدينة (البتراء).

واذكر في الكتاب ما قاله (اشعياء) في سقوط بابل في الاصحاح الثالث عشر من سفره.

واقرأ ما قاله المسيح عن خراب هيكل سليمان في مرقس 1:13-2.

الا ان اهم نبوات الكتاب المقدس هي تلك المسماة "مسيّانية," وهي النبوات التي اخبرت عن مجيء المسيح. فقد اخبر انبياء الله انه سيولد من عذراء في اشعياء 14:7, وتنبأوا بمحل ولادته (ميخا 2:5), وزمانه (دانيال 44:2, والذي كان في واقع الامر يتحدث عن زمن الامبراطورية الرومانية قبل ولادتها!), ومعجزاته (اشعياء 5:35-6), وزمن موته (خروج 6:12) وكيفيته (مزمور 16:22), وقيامته (مزمور 10:16).

واما القرآن فهو لا يعرف المستقبل.

لا يذكر القرآن اية نبوة سواء تحققت ام لم تتحقق, وفوق ذلك فان محمدا اخبر ان ليس بمقدوره ان يعلم المستقبل قائلا "لَو كُنتُ أَعلَمُ ٱلغَيبَ لَٱستَڪثَرتُ مِنَ ٱلخَيرِ," الاعراف 188.

الا يبدو مجرد التفكير بان ثمة من يقرا المستقبل ويصنع المعجزات في وقتنا هذا ضربا من الجنون؟ بالتاكيد, وهذه هو سبب خلو يومنا من اي كتاب يكتب بالوحي, اذ ان النبوات والمعجزات (والتي هي الدليل الثاني للكتاب المقدس الذي يثبت وحيه الالهي) كانت لتثبيت الكلمة النبوية, ولتري سلطان الله في من ادعى انه يكلمه.

وهذا يقودنا الى تلك النقطة الثانية: المعجزات العلنية.

كان كل من ادعى وحيا من الله رجلا عجيبا. فمثلا, نشر حواريو المسيح ايمانهم عبر معظم ارجاء عالمهم في نحو من ثلاثة عقود, يرجع الفضل الى معجزاتهم التي صنعها الله بهم. يقول الكتاب المقدس انهم "خَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَٱلرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ ٱلْكَلَامَ بِٱلْآيَاتِ ٱلتَّابِعَةِ," مرقس 20:16.

لقد شفوا من هو سقيم في العلانية, وأبرأوا من ولِد اعرجا, واقاموا الاموات, وساروا خارجين من سجون شدت حراستها. لتقرا عنهم في سفر (اعمال الرسل) الذي يروي قصة الانتشار السريع للمسيحية.

واما من اخرج القرآن واعطانا اياه فما كان ليصنع المعجزات, فالقرآن لا يروي اي معجزة صنعها من مرّره, وفوق ذلك يقول محمدا انه لا يصنع المعجزات. عندما تساءل الناس عن نبوة محمد, طلبوا منه ان يصنع معجزة, "وَقَالُواْ لَن نُّؤمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرضِ يَنۢبُوعًا (٩٠) أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنهَـٰرَ خِلَـٰلَهَا تَفجِيرًا (٩١) أَو تُسقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمتَ عَلَينَا كِسَفًا أَو تَأتِىَ بِٱللَّهِ وَٱلمَلَـٰٓٮِٕڪَةِ قَبِيلاً (٩٢) أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِّن زُخرُفٍ أَو تَرقَىٰ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَينَا كِتَـٰبًا نَّقرَؤُهُ ۥ‌ۗ قُل سُبحَانَ رَبِّى هَل كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولاً," الاسراء 90-93.

وكما جاء من قبل, يلتزم كلا القرآن والكتاب المقدس بصدق زمان كتابتهم ومكانه, ولهذا لا يسرد القرآن اي معجزة قام بها محمد وقت اخراج القرآن.

واما النقطة الثالثة فهي ان القرآن يدعي انه يصدّق الكتاب المقدس, في الوقت الذي يخالف فيه الكتاب المقدس.

يقول القرآن انه "مَا كَانَ حَدِيثًا يُفتَرَىٰ وَلَـٰڪِن تَصدِيقَ ٱلَّذِى بَينَ يَدَيهِ," سورة يوسف 111.

وبكلمة اخرى يقول القرآن في اعلاه انه من الله, وان دليله هو انه يصدّق الكتاب المقدس.

اما في واقع الامر فان القرآن لا يصدّق الكتاب المقدس, وهذا يعني بموجب حجته انه لم يوحى به من نفس من اوحى الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس كُتِبَ من قبل اربعين رجلا عاشوا في ثلاث قارات العالم القديم على مر الف وخمسمئة عام, الا انه جاء متناغما متجانسا واحد الرسالة, اما القرآن فرسالته تخالف رسالة الكتاب المقدس.

يأمر القرآن المسلمين ان يؤمنوا بالكتاب المقدس, وينهى الكتاب المقدس من الايمان باي كتاب لا يتفق معه, وان من المربك ان القرآن يامر بالايمان بكلا الكتابين, وهذا اساس اعتقاد المسلمين ان الكتاب المقدس قد تم تحريفه, وان ما بين يدينا هذا اليوم يختلف عن الكتاب المقدس الذي كتبه موسى وداود وسليمان وحواريو المسيح وغيرهم.

ولا يتفق احد مع تلك الحجة, ولا حتى القرآن, وعلى الرغم من انه يذْكر اولئك الذين سمعوا الكلم ثم حرّفوا ما قالوه للعرب زورا وبهتانا, الا ان الكلم نفسه لم يحرَّف. ولك اما ان تغمض عينيك عن تلك الحقيقة, او ان تنظر حولك لترى الالاف من النسخ القديمة للكتاب المقدس التي وصلتنا في يومنا هذا, من مختلف العصور ومن مختلف الامكنة ومكتوبة في مختلف اللغات, وجلّها يشابه بعضها, وبامكانك رؤيتها في المتاحف او في الكتب او على شبكة الانترنيت.

ان الكتاب المقدس هو الوحيد من بين الكتب الذي يدّعي كونه من الله ويثبته.

ولذلك فلنمنحه الفرصة, ولنرى ما اذا كان سيقودنا الى اله حسِن ام شرير. لنرى ما اذا كان الكتاب المقدس يحدثنا عن اله يورث البهجة ام يورث البؤس. هل اله الكتاب المقدس اله مغفرة ام اله انتقام؟ محبة ام كراهية؟ موت ام حياة؟ الم ام تعزية؟

انصحك بالحصول على نسخة من الكتاب المقدس من الان وعبر باقي صفحات هذا الكتاب, ذلك لاننا سنسترسل في اقتباسه, ولتتعرف على كتابك الجديد. انظر جدول المحتويات في اوّله. يتالف الكتاب المقدس من قسمين اساسيين: يدعى القسم الاول (العهد القديم) ويتكون بدوره من تسعة وثلاثين سفرا, ويدعى الثاني (العهد الجديد) وفيه سبعة وعشرين سفرا, وبذلك يكون مجموع اسفار الكتاب المقدس ستة وستين. ينقسم كل سفر الى فصول (او اصحاحات) وينقسم كل اصحاح الى آيات (او اعداد). احتفظ بالكتاب المقدس قريبا من هذا الكتاب وانظر فيه كل ما سنقتبسه في رحلتنا, الا اذا اردت ان تقرا المزيد منه. وان لم يكن لديك نسخة من الكتاب المقدس, سيكون داعيا لسرور من اعطاك هذا الكتاب ان يعطيك واياه نسخة مجانية.

في مكان ما بالقرب من بداية الكتاب المقدس, اعلن الله براءته من كل ما حلّ بك من شر, اذ يقول "وَرَأَى ٱللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا," تكوين 31:1.

فالله هو اله الخير والحُسن كله, واذا ما قدِرنا ان نرتبط به بوسيلة ما, اصبح لدينا سعادة حقيقية دائمة وبريئة. تخيل الها كمصباح علاء الدين يعطيك كل ما تتمنى. تخيل الها قادرا على ان يزيل الشر والالم والمعاناة من حياتك. تخيل الها بوسعه ان ينصفك ممن ظلمك, حتى اولئك الذين ماتوا منهم وافلتوا من العاقبة الدنيوية. تخيل الها يستطيع ان يخلّص العالم من القتلة واللصوص والغشاشين والكذبة وما الى ذلك ممن ارتكب اي اثم, ما عداك انت. فانت مثلي تريد ان يكون الله غفورا رحيما بك وبمن تحب, وعادلا شديد العقاب على من لا تحب, ان كان الله يدّعي حقا انه اله الخير.

الا انك تعرف ان الدنيا التي خلقها اله الخير ملآنة شرّا وكرها والما وحزنا وموتا.

لماذا هذا التناقض في الكتاب المقدس الذي يقدّم نفسه على انه كلام الله؟ كيف يقول ان اله الخير صنع عالما حسنا في الوقت الذي تعلم فيه ان العالم ابعد ما يكون عن الحُسن؟


(الدرس التالي مأخوذ من كتاب "الطريق إلى سعادتك" بإذن من المؤلف، وسام يوسف.)

منشورات ذات صلة

bottom of page